23 października 2014

المناقضة الأولى: زمن البراءة

  تطرقت المناقشة الأولى ضمن فعاليات المؤتمر إلى إرث المعارضة الديمقراطية وأيضا الى تحديات التحول السياسي .
أدار المناقشة "كريستوف بوبينسكى" وإفتتحها بجملة من الملاحظات التاريخية ، فوفقا له كان شعور عام بالإرهاق والرغبة فى التحول الى الحياة الطبيعية سائدأ فى أواخر عقد ثمانينيات القرن العشرين .
وبعد مرور خمس وعشرين عاما علينا أن يبدو ان مناقشة النجاحات والاخفاقات المتعلقة بعملية التحول بات أمرا ضروريا بعد أن مضى زمن المناسبات والإحتفاليات.

 فى البداية ذكرنا لازلو رايك أن هذا النقاش يوافق ذكرى أحداث الثورة المجرية عام 1956 ، ومن الجدير بالذكر هنا أن تلك الاحداث اندلعت تضامنا مع المتظاهرين فى مدينة بوزنان البولندية الذين وحد التفانى من أجل الحرية بينهم وبين رفاقهم فى بودابست، وهو الامر الذى دفعهم لاحقا الى الثورة الغير عنيفة فى عام 1989 .
طبقا ل" لازلو رايك" كان هناك عامل آخر مهم فى التغيرات السياسية التى شهدها هذا الزمن ، فقد " كانت ثورة مؤسسية" هكذا وصفها ، هو شخصيا شاهد إنشاء المؤسسات التى من شأنها أن تضمن المراقبة الفعالة وتوازن الأنظمة كتحد أكبر قد يعجل بخريف الأمم ، ومع ذالك لم تكن المؤسسات تلك كافية والعامل البشرى يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار ، أدى هذا ب"رايك" إلى أن يبدى ملاحظات مغرقة فى التشاؤم ، ففهو يرى أن النخبة الحالية الحاكمة فى المجر قد خانت المثل التى تبناها المنشقين الديمقراطيين.
، فـ"العمل أكثر أهمية بالنسبة لهم من الديمقراطية" هكذا عبر رايك بإستياء عن موقف تلك النخبة ، وهو فى هذا الإطار يرى أن هناك حلين إثنين : الأول يعتمد على ممارسة الديمقراطية ، والرعاية المستمرة للتعليم والثقافة المدنية ، بينما يرى رايك ان الحل الثانى يتمثل فى إنشاء لجنة كوبنهاجن لمراقبة التطورات الدستورية للدول المعنية.
بعد ذالك ناقشت مجدالينا فاساريوفا الحالة الذهنية للمعارضة الديمقراطية عقب الإختراق السياسي ، مقتبسة " يان كارنوجورسكى" : " لم نكن مستعدين" .
النخبة الثورية لم تكن تعلم كيف يمكن للددولة الديمقراطية أن تعمل فى الواقع ، نتج عن هذا إحباط وفقدان أمل عام مع التطورات السياسية .
أشارت أيضا الى مشكلة الضحايا التاريخيين : " من ضحية من ؟!" توجهت بهذا السؤال للحضور ، ففى رأيها ان لوم الآخرين هو وسيلة للتخلى عن المسؤلية الشخصية .
فى النهاية أثارت مسألة  اتفاقية تعاون دول فيزاجراد ، فى رأيها أنها قد تفككت ، وأيضا تحدثت عن أن الموقف من الغزو الروسي لأوكرانيا قد قسم وسط أوروبا ، فهى ترى ان المجر وسلوفاكيا تنتهج سياسات غير مسؤلة .

بدأ يان ليتينسكى حديثه بالقول أن "بولندا بلد النجاح الأكبر" ، بالرغم من أن التوقعات كانت أعلى ، وبالرغم من فقدان ارث التضامن والخبرات الجمعية ، نجح البولنديون .
يري ليتنسكى أن انخفاض الثقافة السياسية يعد مشكلة رئيسية ، الشباب يبحثون عن الاجابات المبسطة من كلا من المتطرفين القوميين والليبراليين المتعنجهين ، هذا هو التحول الفاشل.
بعد ذالك جاء دور الجمهور للحديث والتعليق وتوجيه الأسئلة ، أوجز زبيجنييف زجاوا رأيه فى أن ضعف الدولة يعد مشكلة كبرى ، فهى لا تعمل بشكل صحيح بهدف الحفاظ على مصالح المواطنين فقد ترك الناس يواجهون مصائرهم وحيدون .
من ناحية أخرى أشار فوجيتش بريجبيلسكى الى الحاجة لتغيير الأجيال الفاعلة فى العمل السياسي، فجيل عام 1986 يجب ان يتغير دوره فى المجال العام ليكتفي بتقديم المشورة الى الجيل الاصغر، بينما رأى صامويل ابراهام أن الشباب لديهم مشكلات تتعلق بصياغتهم لمصالحهم ، وربما يكون هذا هو السبب وراء انسياقهم خلف المتطرفين بآراء واضحة تتعلق بكل شىء بغض النظر عن التعقيد الذى تتسم به الشئون العامة .
اختتمت لازلو رايك المناقشة بالدعوة الى ما سماه بـ"التطرف الإيجابي" الذى قد يركز على اعادة تشكيل العالم بدلا من التركيز على شخصية العدو: " التاريخ لم ينته بعد ، فدعنا نكن سعداء" ، هكذا إختتم المناقشة .





Brak komentarzy:

Prześlij komentarz