23 października 2014

المناقشة الثانية :التوازن المفقود


 تناولت المناقشة الثانية ضمن جلسات المؤتمر التغيرات الهيكلية الرئيسية التى طرأت مؤخرا على النظام العالمى الجديد ، افتتح رئيس الجلسة " آدم ريتشاردت" الحديث مقتبسا زيبجنيف بريجينسكى : "نحن حاليا ضمن سياق عالمى غير مستقر"، مستعينا بالأزمات العالمية الراهنة كالثورة الأوكرانية والتدخل الروسى ، وضم شبه جزيرة القرم ، والتوتر فى الشرق الأوسط وأزمة منطقة اليورو ، وفى نهاية المطاف تفشى مرض الإيبولا، مؤكدا أنه بعد المنافسة المنهجية فى العالم ثنائى القطب خلال فترة الحرب الباردة ، توتر جديد بين التكامل والتشرذم بدأ يطرح نفسه فى العالم.
هذه الأطروحة الأخيرة لم تلق قبولا من قبل وولفجانج ايشفيدي الذى قال : " نحن لم نفقد التوازن لأنه لم يوجد من الأساس" ، فمن جهة الإقتصاد ومستوى المعيشة فإن الكتلة الشرقية لم تستطع أبدا أن تدخل فى منافسة مع الغرب.
 فيما بعد أشار الى نجاح التحول في مرحلة ما بعد الحرب فى المانيا ، كان حجر الزاوية فى عملية التحول تلك الإعتراف بالهزيمة الكاملة لألمانيا وإنتصار الأمريكيين ، مع النجاح الإقتصادى و"أوربة" ألمانيا.
فى نهاية مداخلته عبر وولفجانج ايشفيدى عن وجهة نظره فيما يخص روسيا ، ففى رأيه أن نظام الرئيس بوتين يستند على جهاز قمعى وأيضا على عزل المجتمع المدنى داخل المجتمع الروسي بمساعدة القوميين "البوتينيين" الجدد ومع ذالك خلق بوتين مشاكله الخاصة والتى نتجت عن عسكرة السياسة الخارجية الروسية ، فهو سوف يضطر الى خفض القوة الإقتصادية المدنية للبلد أسوة بالإتحاد السوفييتى السابق. 
بعد ذالك قد انريكى تير هورست منظور أكثر عالمية وعمومية ، فكما قال أن " إنتهاكات حقوق الإنسان تنذر بمشكلات خطيرة".
وفقا لخطابه ، فإن سيادة القانون تعد شرطا أساسيا لتحقيق التقدم الإقتصادى والتكامل ، هذه هى النقطة التى تبرز ضعف بوتين ، فالسلطة ليست هى السيطرة الإقليمية لكنها هى الرفاهية الاقتصادية والإجتماعية ، الناتج المحلى الإجمالى للامبراطورية الروسية يوازى مثيلة لدولة بلجيكا !!
فى النهاية عرض تاراس فوزنياك رؤيته حول النظام الجيوسياسي الحالى ، ففى رأيه أن هناك مثلث يحتوى ثلاث قوى تتنافس فيما بينها هى الولايات المتحدة ممثلة فى حلف شمال الأطلسي ، والصين المدعومة من إيران بالاضافة الى الاتحاد الأوروبي.
هذه القوى لا تعرف حدودها ومصالحها بدقة ، تتأرجح روسيا فى الوسط ، وبعد مغازلته للإتحاد الأوروبي أصبحت لبوتين روابط أوثق مع الصين .
 حذر تاراس فوزنياك من تحديد الإمبراطورية الروسية ببوتين ، ففى رأيه أن هناك ظواهر أشد تعقيدا : : بوتين ليس أكثر من مجرد وظيفة" ، ومايهم هنا هو ليس مدى قوة رجل واحد ولكن القوة العمودية المعتمدة على رجال جهاز الكى جى بى السابقين .
فى النهاية وصف تاراس فوزنياك الوضع التقلبات الحالية فى المجال الجيوسياسي كأمور ذات طابع محلى وليست صراعات جبهوية رئيسية ، فالقوى العالمية تتنافس عند أطرافها .

Brak komentarzy:

Prześlij komentarz